الحياة في تركيا

يتجه عدد متزايد من الناس من مختلف أنحاء العالم إلى تركيا لبدء حياة جديدة، أو العمل، أو حتى للشعور براحة البال عند تقاعدهم. وقد تقدمت البلد بشكل كبير في الأعوام الأربعة عشر الماضية، حيث أن وتيرة التقدم في مجالات معينة تدعو للدهشة.

وبالإضافة إلى موقعها الجغرافي الفريد إلى جانب التاريخ الغني والمتنوع، وكونها مهد للعديد من الحضارات المختلفة، فإن تركيا هي المكان المفضل للمعيشة بالنسبة للوافدين وعائلاتهم.

يأتي العديد من سكان تركيا الجدد من دول مثل المملكة المتحدة، وألمانيا، وأيرلندا، والدنمرك، وهولندا، والنرويج، والنمسا، وبلجيكا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن العديد من دول الخليج. وبفضل التعديلات في قانون الملكية في تركيا والتي رفعت مبدأ المعاملة بالمثل، فإن الأجانب من مشتريي المنازل والمستثمرين لديهم الآن حرية شراء أي عقار في تركيا.

بدءًا من الشقق في المراكز الحضرية إلى الفيلات في الضواحي، فإن هناك العديد من الخيارات للاختيار من بينها عند البحث عن السكن في تركيا. تتميز المناطق الحضرية الكبرى ببيئة أكثر عصرية وتكاملاً لحياة مترفة في المدينة، حيث توفر مجمعات الإقامة الفاخرة كل وسائل الراحة اليومية مثل الأمن الخاص، ورياض الأطفال، والمجمعات الرياضية، والمرافق الاجتماعية، ومواقف السيارات، ومراكز التسوق لسكانها.

يلزم على الأجانب الراغبين في العمل أو الإقامة في تركيا تقديم طلب إلى السلطات التركية المختصة، مرفقاً بالمستندات المطلوبة للحصول على تصريح عمل أو الإقامة. تختلف الأساليب والمبادئ المتعلقة بتصاريح العمل الصادرة للأجانب الذين سيعملون في تركيا وفقاً للقطاع المعني مثل التعليم، وخدمات التدبير المنزلي، والخدمات الصحية، والسياحة، والطيران، والترفيه، وغيرها، وكذلك فيما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية المباشرة والاستثمارات الأجنبية الخاصة المباشرة، والخدمات المهنية، ومكاتب الاتصال. وفي الوقت نفسه، يتم إصدار تصاريح إقامة للأجانب تعتمد في الأساس على حالة امتلاك عقارات فعلية أو على نية تشغيل مشروع تجاري أو إقامة علاقات تجارية في تركيا.

يحسن نظام النقل في تركيا استغلال البنية التحتية المتطورة بدرجة كبيرة في البلاد. فنظراً لوجود أكثر من 50 مطاراً في جميع أنحاء البلاد، يمكن للمرء أن ينتقل جواً من مدينة إلى أخرى في تركيا في أقل من ساعة في معظم الأحوال. جعلت شبكة الطرق المزدوجة والطرق السريعة الواسعة من السهل جداً الوصول من منزلك إلى أي مدينة من المدن الكبرى في تركيا. وفي الوقت نفسه، شهدت شبكة القطار فائق السرعة تحسناً سريعاً في العقد الماضي؛ ومن المتوقع أن تكون أكبر 14 مدينة في تركيا متصلة بخطوط القطارات عالية السرعة بحلول عام 2023، والذي يوافق الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية تركيا.

خضع نظام التعليم في تركيا لإصلاحات جدية في العقد الماضي. وكان أكثرها وضوحاً هو إلزامية التعليم الآن لمدة اثنتي عشر عاماً، وكذلك الزيادة الهائلة في عدد المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى. وتوفر العديد من المدارس الخاصة ومدارس التعليم الأساسي، بالإضافة إلى المدارس الحكومية، الخدمات التعليمية. وعلاوة على ذلك، فإن المدارس الدولية متوفرة في جميع أنحاء البلاد، حيث لا يلتحق بها سوى الطلاب من حاملي جوازات السفر الأجنبية. في حين تتوفر المدارس الذي تقدم التعليم باللغات الأوروبية مثل الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية، تتوفر أيضاً مؤسسات أخري يتم فيها تدريس اللغات مثل الروسية واليابانية والصينية.

يتعامل نظام الرعاية الصحية في تركيا بشكل رئيسي مع ثلاثة أنواع مختلفة من المستشفيات: الحكومية، والجامعية، والخاصة. في حين تخضع الضمانات الاجتماعية والصحية بطبيعة الحال للدولة، إلا أنه من الممكن أيضاً الحصول على تأمين صحي خاص. تلبي معظم المستشفيات في تركيا، سواء الحكومية أو الخاصة، المعايير الدولية في جودة المعدات والخبرات، بل وقد تتفوق عليها.

تعتمد الأنشطة الثقافية التي يمكن أن تستحوذ على اهتمام الفرد في تركيا على الاهتمامات والقدرات الفردية. ومن بين هذه الاحتمالات التي لا حصر لها: الفنون، والهوايات، والترفيه، أو غيرها من الأنشطة الترفيهية. ويمكن للمرء أن يجد في جميع المدن الكبرى دور السينما والمسارح، والحفلات الموسيقية، والباليه، والأوبرا، وأنواع أخرى من الأنشطة الثقافية التي تنتظر إما المشاركين أو المتفرجين. تزداد كذلك شعبية المهرجانات المحلية والأشكال التقليدية للأنشطة الترفيهية أيضاً بين السكان.

لقد جعلت الجغرافيا الغنية والتضاريس الملائمة من تركيا مكاناً مثالياً لممارسة الرياضات البديلة مثل تسلق الجبال، والجولف، والغوص، والتجديف، والتزلج والإبحار باليخت. وبطبيعة الحال، فإن الرياضات الشعبية والرائجة مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة، لديها عدد كبير من اللاعبين والمشجعين في جميع أنحاء البلاد.

تقع تركيا في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وهي محاطة من ثلاث جهات بالبحار المعتدلة، كما أن لديها مناخ يسمح بالتغيرات المناخية الشديدة، وغالباً في نفس المنطقة أو الإقليم. ولذلك، فإنه من الممكن الذهاب للتزلج في منتجع جبلي بعد حمام الشمس على الشاطئ الرملي، في نفس اليوم على حد سواء.